الإعلام الرياضي والتعصب- نحو نهضة رياضية شاملة

المؤلف: أحمد الشمراني09.22.2025
الإعلام الرياضي والتعصب- نحو نهضة رياضية شاملة

في خضم الازدهار المتنامي للحركة الرياضية في ربوع وطننا، واتساع رقعة المنخرطين والعاملين فيها، يدهشني وجود من لا يزال قاصراً عن استيعاب المرحلة، بل والتحول النوعي الجذري الذي نشهده، مكتفياً بالتقوقع على ذاته. لذا، عمدت إلى تسليط الضوء على الفرد كبطل للحكاية والرواية، سعياً لإنصاف ذاكرتنا الجمعية وتمكينها من التفكير العميق.

وعندما أستخدم لفظ "القصور" في هذا السياق، فإن غايتي هي التذكير بما ينبغي التنبيه إليه وإبرازه بوضوح.

ولا ضير في أن أركز بشكل خاص على الإعلام، الذي يفترض أن يضطلع بدور محوري في جلاء الصورة، التي قد تبدو ضبابية لدى المشجع العادي.

ولكن، هنا تبرز نقطة مهمة: ماذا لو كان الإعلام نفسه جزءاً لا يتجزأ من المشكلة؟ فما هو الحل الأمثل إذن؟

هذا السؤال يبدو لي منطقياً للغاية، فكل من يراقب المشهد الرياضي عن كثب، سيجد مبرراً لهذا السؤال، وقد يختصر الإجابة عليه بكلمتين تعبران عن الواقع المرير: "هذا التعصب وتلك تبعاته المشينة".

زملائي الأفاضل، هل أنتم حقاً مستوعبون لهذا التطور الهائل الذي نعيشه في مجال الرياضة وغيرها من المجالات؟

قد يكون لديهم إدراك جزئي، لكنهم يرون أن الدفاع المستميت عن الأندية وحقوقها المزعومة يمثل أولوية قصوى. ولا حرج في ذلك، طالما أن هناك حقوقاً جديرة بالدفاع. لكن المثير للضحك والسخرية هو أن القضايا التي يتبناها هذا الإعلام غالباً ما تكون هامشية وسطحية للغاية. فعلى سبيل المثال، تجد الهلالي منشغلاً بإصرار شديد على إقصاء النصر من العالمية، بينما ينهمك النصراويون في إثبات أن بطولات ناديهم تفوق بطولات الهلال. أما الاتحادي، فهو مستغرق في ترسيخ مقولة "كدا.. كدا" على أنها علامة تجارية صفراء مميزة. في حين أن إعلام الأهلي قد انقسم إلى قسمين: قسم تائه بين صراعات الهلال والنصر، وقسم آخر جعل قضيته الأولى هي تصنيف الناس إلى "هذا معنا وهذا ضدنا".

تمعنوا جيداً في القضايا التي تشغل بال إعلام الأندية الأربعة الكبرى، ومن خلالها ستدركون حتماً أن الوضع الراهن يستدعي إعادة تقييم شاملة، بل وإعادة ضبط كاملة، لكي تكتمل أركان المعادلة الرياضية.

النهضة الرياضية المنشودة في بلادنا الغالية تتطلب نهضة إعلامية موازية، فالإعلام يمثل جناحاً بالغ الأهمية، يجب مراجعته وتصحيحه، لكي نتمكن من التحليق بالإنجازات سوياً وبتناغم تام.

تختلج في خاطري الكثير من الأفكار حول مهنتنا الإعلامية، بعضها جدير بالنشر والإعلان، والبعض الآخر لا يمكن البوح به في الوقت الحالي. مع الأسف، هناك من استغل البرامج الإعلامية منصةً لترويج كلام بذيء، يبدأ بالشتم وينتهي بالاتهام، سعياً وراء تحقيق الشهرة الزائفة. ومن هنا تبدأ عملية الفرز الحقيقي والتمييز بين الغث والسمين.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة